
أَلا سَلِّ قَلْباً قَلِيلَ التُّقى دَقِيقَ الشِّغافِ كَثيرَ الظَّما
مُرَزًّي كَليلاً عَليلاً فَلا يُعالِجُ صَبْراً ولا يُرْتَجى
رُوَيْداً رُوَيْداً فَأنْتَ النُّهى وأَنتَ العُيونُ وأَنْتَ العَمَى
وخَلِّ الجُفونَ فَمُرُّ السُّهادِ قَدَ اذْبَل عَيْناً وعَيْناً خَبا
أَدَاءُ الكِرامِ أَصابً الحَشى؟ فَأَرْهَقَهُ وقَضى ما قَضى
بِنَفْسِيَ مَنْ شَفَّني حُبُّها وفي القَلْبِ مِنْها كَجَمرِ الغَضا
رَمَتْني بِسَهْمٍ رَشيقِ العَنانِ فَأذْكى الحَياةَ وأَذْكى الرَّدى
وَلَوْ كُنْتُ أَدْري بِمَنْ رَاشَهُ أَفي الحُلْمِ ذا الطَّيْفُ أَمْ في السُّرى؟
أَيا طَيْفَ حُبٍّ سَريعَ الخُطى بَرَيْتِ فُؤَادي كَبَرْيِ المُدى
حَنَانَيْكِ إِنِّي مَشوقٌ حَسيرٌ حَنَانَيْكِ إِنِّي شَديدُ الأَسى
أُرَاقِبُ لَيْلاً فَلَيْلاً فَلا تَجيءُ فَأُهْرِقُ كَأْسَ الكَرى
سَئِمْتُ انْتِظارَك طُولَ السِّنِينِ أَما آن َوَقْتُك ِأَوْ لا فَلا
أَرَبَّ العِبادِ شَديدَ القُوى تَكَرَّمْ فَعَجِّلْ بِقُرْبِ النَّوى
فَإِنِّي مُسَلًّى بِقُوْلِ الأُلى (ألا كُلُّ آتٍ قَريبُ المَدى)